الصفحات

من أراد الغنى يغنيه الله


 من أراد الغنى يغنيه الله


بقلم : كمال الدوسري   
 
   تؤكد الأحاديث النبوية الشريفة على أهمية تحقيق الغني والثروة بالشكل الذي يجعل الفرد بالمجتمع عنصراً منتجا ومؤثراً لا يحتاج إلى الإعالة والاعتماد على غيره في غير ما حديث   
     فعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ " رواه البخاري ومسلم
   وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ " .
 
  نجد في قوله صلى الله عليه وسلم  " وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ " دلالة واضحة على حضه صلوات الله وسلامه عليه على طلب العفة، وطلب الغنى وفيه ذم واضح من المسألة والسعي في أسبابها ولو أمتهن المرء نفسه في طلب الرزق وبمشقة خيرا له من قبح المسألةوذلها بل يؤكد المصطفى عليه الصلاة والسلام أن المسألة وترك طلب الغنى سببا لفتح أبواب الفقر وإليك جملة من الأحاديث التي تؤكد ذلك  : 
  عن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:" لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم" متفق عليه .
  وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر" رواه مسلم 
  وعن سمرة بن جندب –رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :" إن المسألة كدُّ يكد بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطاناً أو في أمر لا بد منه" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع  برقم(1947) 
 
  وقال عليه الصلاة والسلام:" والذي نفسي بيده إن كنت لحالفاً عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر " مسند أحمد(1/193).وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(3024).
  فهل يصح بعد هذا كله للمسلم أن يعتبر السعي في تأمين الرزق والاستغناء عما في أيدي الناس من الانغماس في الدنيا والانشغال عن الآخرة ؟!
  بكل تأكيد  لايمكن للمسلم الحريص على دينه بعد سماع هذه الأحاديث أن يقبل لنفسه أن يكون من أهل المسألة ولا يسعى لئن يكون من أصحاب اليد العليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق