● عمولات الأجيال في العمق
بقلم: كمال مرزوق الدوسري
تقدم هذه المقالات ضمن سلسلة:
"الرَّدُّ عَلَى الشُّبُهَاتِ الشَّرْعِيَّةِ حَوْلَ نِظَامِ خُطَّةِ DXN التَّسْوِيقِيَّةُ"
(5) السابق يأخـذ أرباحه من اللاحق
في جواب سؤال حول:
عمولات الأجيال في العمق الثاني، والثالث، والرابع، وما نزل، هل يستحقها المسوق شرعًا حيث أنه لم يبذل جهدًا يذكر بانضمام هؤلاء الأشخاص كما يقال، ولا عمليات التسويق والشراء التي يقومون بها ؟
للجواب على هذا السؤال ينبغي معرفة ثلاثة حقائق مهمة وهي:
الحقيقة الأولى:
من الذي يدفع هذه العمولة لهذا المسوق؟
الحقيقة الثانية:
لماذا تعطى العمولة للأجيال غير المباشرة؟
الحقيقة الثالثة:
هل تؤثر هذه العمولة على المسوق أو البائع أو الأجيال المباشرة؟
جواب الحقيقة الأولى:
بحسب نظام شركة DXN ؛ الشركةُ هي التي تدفع العمولة من نصيب أرباحها؛ فالعمولات لا ترتبط بأي حال بنسبة المسوق أو البائع التي حددتها الشركة ابتداءً فهي ثابتة.
فالذي يدفع العمولة أو يعطي، ويتنازل عن جزءٍ من أرباحه هي الشركة نفسها لا العضو!
فتأمل: أين وجه للمقارنة، والسؤال بين:
- الجيل المباشر، وغيره من الأجيال في الأعلى، فالجهات منفصلة أصلاً !!
جواب الحقيقة الثانية:
في نظام شركة DXN تعتمد الأرباح على عمل الفريق، وكما هو معروف العمل الجماعي له مسؤوليات ومهام متعددة تتوزع بين القيادة، والتطوير، والتحفيز، والمشاركة، وكل واحد من أعضاء المجموعة يقوم بدور معين، فيفترض من العدالة أن ينسب النجاح للجميع؟
لماذا
لأنه جهد مجموع أعضاء العمل، وليس هو عمل شخصٍ بمفرده، وبالتالي العمولات في شركة DXN تتعدد بحسب هذه المهام، والتي هي بالتأكيد يعرفها ويجيدها العضو السابق أكثر من اللاحق، ولو كان غير مباشرٍ، ومن حيث الواقع العملي تجد العضو يتابع أجيالاً لربما تصل إلى الجيل السابع إذا اقتضت الضرورة، ولولا هذه العدالة بالتوزيع التي تقوم بها الشركة من أرباحها لما استمرت هذه المجموعات التسويقية بهذا النشاط والانتشار، وهنا تمكن قوة الفكرة.
فعمل الجماعة له أهمية في زيادة الإنتاج ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يدُ الله معَ الجماعةِ"
صحيح الترمذي للألباني برقم: 2166.
لذلك يجب أن ندرك أن العمل الجماعي لا يعني مجموعة من الأفراد يعملون كفريق واحد فقط، بل يعني زيادة في الإنتاج؛ فإنتاج أفراد المجموعة أكبر من انتاج الأفراد منفردين.
العملية الرياضية المنطقية التي تقول 1+1= 2 نتائجها مع عمل المجموعة قد تكون 3 أو أكثر!
لأن عمل الفريق المتجانس المتكامل المتعدد المواهب والعقول، يزيد من الإنتاج، ويقلل من الأخطاء، ويختصر الوقت.
لكن للأسف مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا تؤمن بهذا؛ لهذا لا نستطيع تقديم نتائج أفضل في مختلف المجالات فضلاً عن شركة DXN ، رغم وجود خامات ومهارات فردية مميزة في مجتمعاتنا !
وفي ذلك يقول المهندس أحمد المسعدي:
"إذا كان لديك حق الاختيار بين أن تحصل على 100% من جهد شخص واحد، أو أن تحصل على 5% من جهود 100شخص، فماذا تختار؟
إذا كانت إجابتك أن تختار الخيار الأول فأنت شخص لا تعرف الحساب وربما تحتاج إلى دروس تقوية في مادة الرياضيات!
إن العديد من الناس الموهوبين، وأصحاب المهارات الذين يفضلون الاعتماد على أنفسهم؛ يواجهون صعوبة في إدراك هذا المفهوم.
إن 100% من شخص واحد تعني 100 واحدة، بينما 5% من 100 شخص تعني 500".
ص 58 كتاب: "بناء الشبكات الضخمة في التسويق المتعدد المستويات".
من هنا نجد بعض المنظرين الذين لا يعلمون قيمة العمل الجماعي يتصورون أن تأثير الفرد في دعم فريق عمله ومجموعته في هذا العمل أو غيره؛ لا يقع إلا على المحيطين به، والمباشرين له!
وهذا فهم عجيب وغريب
ممكن نشأ في ذهن البعض لاستغرابهم من الفكرة وتشككهم في نظام البيع المباشر عمومًا.
بينما التاريخ والواقع يؤكد أن نهضة الأمم قد تحقق بشخصية قائدٍ واحدٍ فقط، أو أشخاص معدودين.
مفهوم المجازاة بالعدالة في هذا النظام قائم على أساس من يقدم دعم لفريقه بمحاضراته، وانجازاته، ونشر المعلومات، والخبرات، ومشاركته العملية بتحقيق المبيعات يستحق أن تمنحه الشركة جزءً من أرباحها، ولذلك الشركة تعطي أيضًا 2% من شراكة أرباحها من المبيعات العامة للقادة؛ لأنهم بالتأكيد يساهمون بهذا النجاح الذي حققه بشكل، أو بآخر في دعم الأعضاء الجدد وزيادة المبيعات حتى في الفرق الأخرى، فضلاً عن فرقهم حتى.
جواب الحقيقة الثالثة:
لا يوجد في نظام DXN أي تأثير على العمولات التي استحقت لأي عضو في أي مرحلة من المراحل لأجل عدد معين من الأعضاء السابقين له في الانضمام؛ وإنما يأخذ عمولته بحسب ما هو مقرر له بغض النظر عن عمولة ممن هم فوقه ومهما كانت؛ وذلك كما قدمنا لأن الشركة هي التي تعطي من أرباحها لا العضو المسوق أو المشتري.
ومع انفصال هذه الجهة، فهذا لا يؤثر على اللاحق بالعمولة سواء أخذ السابق أم لم يأخذ؛ وإنما الجهة المتأثرة بارتفاع العمولة للسابق ممن هم في الأعلى هي:
الشركة نفسها فقط !
فإذا انتهينا من هذا التصور الحقيقي للمسألة في نظام شركة DXN لك أن تعرف أن جمهور فقهاء المسلمين يجيزون تعدد السعاة، أو المسوقين والسماسرة.
وإذا كان ذلك بالاتفاق بمعنى أنه يجوز للعضو أن يعطي جزء من عمولته لمن فوقه حتى لو لم يباشر البيع، أو يسعى به، إذا أجازت الشركة ذلك، وتسمى بالفقه شراكة الأبدان، أو التوكيل بأجر، حيث يجيز جمهور الفقهاء توكيل الوكيل وهكذا، فلا يوجد لما يتم طرحه حول هذه المسألة من أي أشكال بوجهٍ من الوجوه.
والله تعالى أعلم
كمال مرزوق الدوسري
17 رمضان 1441
الموافق 10 أيار/ مايو 2020