كيف تطور مستقبلك المهني؟
وتعزز دخلك المالي؟
إعداد وتنسيق: كمال مرزوق الدوسري
ما حققته الوفرة بالمنتجات جعلت ما يميز هذا العصر والمستقبل القريب هو ليس البحث عن الحاجة الأساسي التي من أجلها وجد المنتج فقط؛ بل عن الجمال والإبداع في هذه الحاجة، هل تصدق أن الناس الآن تبحث عن صناديق قمامة جذابة أكثر مما هي للقمامة فقط؛ أو يبحثون عن فرشات حمام للتنظيف بشكل جميل وانيق، لقد تحولت الرغبة لاتخاذ القرار بالشراء من أجل المهمة الأساسية في المنتج إلى المظهر والجمال والإبداع.
أن أهم ما نستنتجه من هذا الأمر أن الاحتياجات العقلية والمنطقية والعملية لم تعد كافيه للمنافسة لتجعلنا نقرر أن نشتري هذا المنتج أم لا.
فمثلا المصابيح الكهربائية أصبحت رخيصة الثمن؛ و الإنارة الآن متوفرة في كثير من البلدان المستقرة والمتقدمة، وبشكل مألوف وعادي، والكهرباء متاحة لمن يريد استخدامها؟
إذا لماذا الشموع؟
هل يعقل أن هناك من يحتاج إلى الشموع للإنارة الآن؟!
بالتأكيد لا
لكن الواقع يقول: إنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها فقط تقدر صناعة الشموع بحجم 2,4 مليار دولار سنويا!
حقائق أخرى عن العاملين بالمعرفة:
الوظائف المكتبية رواتبها في أمريكا تزيد عن 70000 دولار سنويا؛ الآن تؤدى نفس هذه النوعية من الأعمال بالهند بنفس الكفاءة والسرعة أن لم يكن أفضل براتب يعادل راتب نادل في مطعم في الولايات الأمريكية!
الجامعات الهندية وحدها تخرج 350000مهندسًا سنويًا في مختلف التخصصات و48% من برامج جنرال الكتريك يتم تطويرها بالهند، ولديها أكثر من 20 ألف موظف بالهند، وشركة هيوليت باكارد أتش بي لديها الآف من الموظفين يعملون بالهند، وشركة سمينز توظف 3 الآف مبرمج كمبيوتر في الهند، وهوم ديبوت لديها 17 ألف مهندسًا، لماذا الهند؟!
السبب الرئيسي هو أنه مصمم الشرائح الإلكترونية في أمريكا يتقاضى 7000 دولار شهريا؛ بينما في الهند يتقاضى 1000 دولار فقط!
ومهندس الطيران يتقاضى 6000 دولار شهريا في أمريكا؛ بينما في روسيا 650 دولار
والمحاسب 5000 دولار شهريا في أمريكا؛ وبينما في الفلبين 300 دولار.
لهذا كله؛ وبهذه الزيادة الطردية ماذا ستفعل كتائب المتعلمين بالمعرفة بوجود هذه الوفرة برأيكم؛ وما هو الحل؟!
أما الأتمتة: فليس لدي الكثير ما أقوله بهذا الخصوص عن موضوع الأتمتة، وكيف جعلت الكثير يفقدون وظائفهم!
مشكلتنا اليوم أن العالم يملكه أشخاص يفكرون بطريقة معينة، عقول من نوع معين تستخدم الجانب الأيسر فقط!
المخ البشري بطبيعة الحال ينقسم إلى قسمين:
النصف الأيسر: تتبعي منطقي تحليلي.
والنصف الأيمن: غير خطي، وحدسي، وشامل.
ما يحدث الان هو:
نمو في قدرات (الجانب الأيسر) حفزت عصر المعلومات وأمدته بالقوة؛ وما نتمتع به من إنجازات ضرورية جدًا، ومهمة لحياتنا لكنها غير كافية لتحقيق السعادة للبشرية وإشباع رغباتهم؟!
أما ما سيحدث بالمستقبل:
فسيتحول العاملين بالمعرفة والمؤهلين تعليميًا بصورة جيدة، والقادرين على التعامل ببراعة مع المعلومات، واستخدام خبراتهم واطلاعهم الواسع بالمستقبل القريب إلى حياة مهنية غير مستقرة؟!
نعم قد يكون تغييرًا بهذه الضخامة معقدًا جدًا؛ لكن هذا ما سيحدث نتيجة لمجموعة من القوى منها:
أولا: الوفرة المادية أصبحت تعمق الحنين للأشياء المعنوية.
ثانيا: العولمة صدرت العمل المكتبي للخارج.
ثالثاً: التكنولوجيا الجبارة قضت على أنواع عديدة من الأعمال.
كل هذه الأمور وغيرها تأكد إن النجاح المهني، والإشباع الشخصي، على مستوى الأشخاص والأسر، يتطلبان الآن "عقلًا جديدًا كاملًا".
يقول أحد مصادر علم الأعصاب:
"بشكل عام، يتخصص نصف كرة المخ الأيسر في تحليل المعلومات analysis ؛ بينما يتخصص نصف كرة المخ الأيمن في التشكيل أو التكوين synthesize”
الخلاصة:
حتى تحصل على مستقبل مهني جيد اسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل يستطيع شخص آخر يقوم بعملي؟
- هل يستطيع الكمبيوتر أداءه بشكل أسرع وأفضل؟
- هل ما أقدمه متوفر بكثرة؟
إذا كان الجواب: نعم؛ فأنت في الغالب سوف تواجه مشاكل مهنية قريبًا؛ أما إذا كان الجواب: لا؛ فأنت قد تحقق مستقبلاً مهنيًا أكثر امانًا واستقرارًا.
أما الدخل فيجب أن تتوفر فيه ثلاثة أمور:
- ألا يكون خطيًا، وثابتًا؛ بل يجب أن متناميًا.
- أن تحصل عليه بأقل كلفة وجهد.
- أن يكون مستمرًا لحاجة الناس لمنتجاتك.
تم تنسيق هذه المقالة بتصرف كبير من كتاب:
عقل جديد كامل؛ لمؤلفه: دانيال اتش. بينك
للاطلاع على شرح بوسطة تسجيل مرئي عبر الرابط التالي:
https://youtu.be/xQuU_gy6IoE