موقع رائد الأعمال كمال الدوسري موقع رائد الأعمال كمال الدوسري

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الجهل بفقه قوانين سنة الاختلاف


الاختلاف أنواع ومنه :


الأول: ما هو مذموم وعاقبته مذمومة.


والثاني: ما هو مذموم وعاقبته مغفورة أو مأجورة.


والثالث: ما هو مقبول وعاقبته مغفورة أو مأجورة.


فأما الأول: فهو اختلاف بين الحق والباطل وهو واقع لا محالة. 


قال تعالى: 

"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۝ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".

 [هود:118-119]


وقال تعالى: 

"وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ".

[البقرة: 251]

لأن الحق لا يعرف إلا بضده.



وأما الثاني: فهو اختلاف الاراء والاجتهادات المفضية إلى العداوة والقتال.


قال تعالى:

"وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓاْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ".


فإطلاق الايمان على الطائفتين يدلل على أنه ناتج عن اجتهاد لا ينتفي معه الايمان، بالرغم من وجود الخطأ والبغي.

 


وأما الثالث فهو اختلاف التنوع أو الاجتهاد في الحدود والضوابط الشرعية 


أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء: 

"أن يونسَ الصدفي قَالَ: 

مَا رَأَيتُ أَعْقَلَ منَ الشافعي، نَاظَرْتُهُ يَوْما في مَسْأَلة فَلَمْ نَتَفقْ، فَلَقيَني بَعْدَهَا وَأَخَذَ بيَدي، وَقَاَل: 

يَا أَبَا مُوسَى أَمَا يَسْتَقيمُ أَن نَكونَ إخْوَانا وَإنْ اخْتـَلَفْنَا في مَسْأَلَة".


وكما آثَرَ الإمام مالك نفسه -رحمه الله- حين أراد الخليفة العباسي حمل الناس على الموطأ -وهو كتاب مالك وخلاصته في الحديث والفقه- "فَقَالَ لَا تَفْعَلْ يَا أَميرَ المُؤمنينَ" 

معتبرًا و مقررًا مبدأ الاختلاف، وأن لكل عصر ومصر علماء وآراءه، فَعَدَلَ الخليفة عن ذلك، فظهر أن الاختلاف سائغ وواقعٌ ما دام في الحدود والضوابط المشروعة.


ما هي أسباب الجهل بقوانين سنة الاختلاف ؟


هناك ثلاثة أمور رئيسية، تبين بالاستقراء والتتبع هي السبب في  الجهل بسنة الاختلاف:


1- الهوى: وهو ميل النفس إلى الصنم الخفي بذواتنا عبادة الهوى، يؤدي لتحريف الحق وتأويله نصرةً لهوى النفس وملذاتها.


2- التقليد الأعمى: إنزال الناس منزلة العصمة ومقام العظمة.


3- التعصب: وهو التمسك بالرأي انتصارًا للذات وهجر الموضوعية والحق، خشية فقدان الهيبة والامتياز الذاتي.


4- الجهل بأنواع الخلاف وتنزيل أحكام بعضها على بعض من غير تفصيل، يؤدي لا تساع دائرة الخلاف وتحول أنواعه من مقبول إلى مذموم، أو من مذموم مغفور أو مأجور العاقبة إلى مذموم العاقبة.. الخ 


لسلامة القلب واللسان هكذا يتم تناول الخلاف وتحليل دوافعه بناءً على القواعد والسنن والثوابت الشرعية، ثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم.


كتبه

كمال مرزوق الدوسري 



#كمال_الدوسري 

#الايادي_العليا

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع رائد الأعمال كمال الدوسري