
وقد تتبرمج للأسف بسبب القيم السّائدة اجتماعيّا، مخطّطات الطّبقات المسحوقة الماليّة في مثل هذه المجتمعات، على تمثيل هذا الدّور -أعني دور الضّحية-، فلا تجد لديهم أيّ حافز للنّمو الماليّ والنّجاح في قيادة المجتمع؛ لأنّهم ببساطة يعتقدون أنّهم لا يستحقّون ذلك!
فهم ليسوا من العائلة الفلانيّة، أو القبيلة الفلانيّة، ولا من الجنس الفلانيّ، ولا من القوميّة الفلانيّة!
والمشكلة الأخرى الّتي تتولّد نتيجة هذا الصّراع، هي أنّ الثّراء والنّجاح الماليّ عند هؤلاء من الطّبقات المسحوقة -إن وُجدا- يكونان كَردّ فعل تجاه هذه النّظرة الدّونيّة اجتماعيًّا، وقد تكلّمنا عن ذلك في المقدّمة سابقًا.
فتجد بعض الأثرياء من غير أصحاب الأيادي العليا، أصبحت عندهم الثّروة هدفًا للانتقام!
يريد أن يثبت أنّه هو الأكفأ، والأجدر في جمع المال، فهو يجمع المال بأيّ طريقة حتّى يحقّق هذا الشّيء! فينطلق بمفهوم الانتقام خلال جمع الثّروة؛ لأنّه مجروح اجتماعيًّا، ويشعر بالنّقص الدّاخليّ، فالإحساس بعدم الجدارة متجذّر في العقل الموجّه للفعل.
*النّتيجة*:
أنّه سيبقى يكافح، ويكافح طول عمره، ولن يشبع من جمع المال؛ لأنّه لا يعوّض النّقصَ الدّاخليَّ كثرةُ المال، أو حتّى مظاهرُ التّرف والرّفاه؛ فالنّفس فقيرة، وقد يجمعه بلا ضوابطَ شرعيّةٍ، ولن يعيش سعيدا!