من أنت يا هذا ؟!
بقلم: كمال مرزوق الدوسري
تزعجني نبرة الاستعلاء في الحديث والكتابة؛ أبغض من يظن في نفسه أنه أفضل من الآخرين في شيء مهما كان !
للأسف هناك فئات من الدول العربية؛ بل وبعض الفئات بداخل المجتمعات في اغلب الدول العربية يرى نفسه، وقبيلته، وجنسيته، أو قوميته؛ أفضل من غيرها ؟!
هذه النظرة ربي يمقتها ويمقت أصحابها !
حتى النظرة الدونية لأصحاب المعاصي والذنوب من باب إعجاب المرء بطاعته وبعبادته وصلاحه، واستنقاص أهل الذنوب؛ قد تهلك صاحبها ؟!
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال رجل: ولله لايغفر الله لفلان، فقال الله عزوجل: من ذَا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟
إني قد غفرت له وأحبطت عملك".
رواه مسلم.
نظرة دونية لصاحب معصية مع إعجابك بعبادتك قد تحبط عملك وتجعله من أهل الجنة !
فما بالك بأمور الدنيا كالنسب أو الجنسية أو القومية التي لا قيمة لها عند الله.
عافانا الله واياكم من شر العصبيات النتنة
والمؤلم من استفزَّه الشيطانُ بغروره وأغْواهُ قد يكون ممن يُشار له البنان بالدعوة والصلاح؛ فأقبل كثير من هؤلاء بالتعدي على فِئام من الناس شُعُوبًا وقبائل بالتَّطاوُل فكبَحَه التوفيق، وغلَبت عَلَيْهِ العصبية الجاهلية فأملى له الشيطان وزيَّن له قبيحَ عملهِ؛ فيرى من نفسه وهو يدافع عن عصبيته بأنه يَذُبُّ عن حقيقة الدين وعن حمى الاسلام وهو كحال صاحبنا في الحديث السابق يتألى على الله يدخل هذا الجنَّة وذاك إلى النَّار .
فالله المستعان وعليه التكلان