ضلال ينتهي بواقع يصفع !
موت رجل أمريكي أسود البشرة علي يد شرطي أمريكي أبيض؛ فجر ظاهرة اجتماعية تختزل تاريخ أمة من الناس ترعى، وتسوق إلى العالم قيم الحرية والعدالة الاجتماعية.
استدعت الأحداث الأخيرة في أمريكا التاريخ العنصري تجاه السود في ظاهرة ملفتة أثارت انتباه المتابعين؛ لتثير أزمة سياسية وتقسم المجتمع الأمريكي.
سمعتُ من بعض العراقيين الشامتين يقولون:
"هذه حوبة العراقيين" !!
لكن بعيدًا عن نظرة التشفي والانتقام ماهي الدلالات، والمآلات لما يجري مزامنةً مع التحولات الكبرى في ظل تداعيات أزمة #كورونا وما بعدها ؟
هل ردة فعل المجتمع الأمريكي تدلل على أمة متحضرة فعلاً، وتستحق أن تكون قدوة للمجتمعات والأمم ؟!
وهل الانتقام يعالج بانتقام، والعنصرية تعالج بمثلها ؟
ثم هل الجريمة الشخصية تعمم على كل ذوات الأشخاص الذين يتشابهون بالأشكال، والألوان ؟
"مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ".
ما هذا الأفلاس القيمي الذي تشكو منه تلك المجتمعات، لتخرج فئام من الناس كالأمواج المتلاطمة؛ فتنتقم من كل ظواهر المدنية بشكل همجي وفوضوي ؟!
لماذا يظن كثير من أفراد المجتمع الأمريكي أو من يشابهه بالفعل أن الثواب والعقاب يجب أن يكون جماعيًا ؟!
إجابة كل هذه الاسئلة في جواب سؤال واحد:
التمييز العنصري في #أمريكا موجود أم لا ؟
إن كان الجواب:
(نعم) فهذه مصيبة كبرى؛ لنظام يدعي رعاية حقوق الإنسان وقيم الحرية والعدالة.
وإن كان الجواب:
( لا ) فهذه مصيبة أكبر فهي تدلل على أن المجتمع الأمريكي غير مؤهل حضاريًا؛ وأن الصورة الذهنية التي تُصَدر عن هذا المجتمع هي نسج خيال إعلامي ليس إلا.
وكما قيل: الوهم ضلالٌ ينتهي بواقع يصفع
ودمتم بود ..
كمال مرزوق الدوسري
4 حزيران 2020