
وصلتني رسالة فيها بعض الانتقادات والشبه حول التسويق الشبكي ، ويمكننا الوقوف سريعا على هذه الإشكالات والإجابة عنها ببعض الإيجاز :
الشبهة الأولى : يُتهم التسويق الشبكى بأنه مسوّق للعمولات وليس المنتجات: بدليل أنك عندما تدخل إلى التسويق الشبكى لن تدخل من أجل أن تشترى منتج وتبيعه، ولكن أغلب الأفراد يدخلون من أجل العمولات المغرية التى سيحصلون عليها من بيع المنتج لأكبر عدد من الأشخاص، وبالطبع تزيد العمولات كلما دخل أشخاص جدد إلى الشبكة ، ولذلك بعد حصولك على المنتج تبدأ تسويقه بالتركيز على العمولات الكبيرة التى سيدفعها الموزع الرئيسى لمجموعة الموزعين تحته.
أقول وبكل صراحة هذا صحيح جدا ، لكن لماذا يعاب هذا على المسوق الشبكي ولا يعاب على مندوب المبيعات
والمسوق العادي
وعموما التجار
والوسطاء والسماسرة
وهل يدفعهم شيء للعمل غير العمولات ؟!!! وهل هذا المقصد عيب أو حرام ؟؟؟!
الشبهة الثانية : يُتهم أيضاً بأن فيه تربح الأقلية بخسارة الأغلبية: والأقلية هنا المقصود بهم الموزعين الرئيسين، وتفسير ذلك أن المنتج (الغير مرغوب فيه أصلاً) يتحرك خلال الشبكة بقوة دفع هى العمولات وإغرائتها، حتى وصوله إلى الشريحة الأضعف فى الأسفل، الذين لن يجدوا القدرة على تسويق (العمولات)، ولاّ حتى المنتج، وسبب ذلك أن العمولات فى الأسفل تقل كثيراً (نظراً لمشاركة الكثير فيها على طول السلسلة الشبكية)، وبالتالى يخسر الفريق الأضعف (الأغلبية)، فى حين ضمن الفريق الأقوى (الأقلية فى الأعلى) الربح.
سأستعير مثال للتوضيح: فى لعبة الورق (الكوتشينة)، عندما يتنافس اللاعبون على التخلص من الشايب، ويظل ينتقل الشايب من يد إلى يد حتى ينتهى الورق ومازال الشايب فى يد أحدهم، وهو الخاسر بالتأكيد، لأنه لا يملك أن يتخلص منه على حساب أى فرد آخر ، مع مراعاة فقط أن أن هذه اللعبة مغلقة والتسويق الشبكى مفتوح وممتدد دائماً لأعضاء جدد، كما أن الخاسرين فى لعبة التسويق الشبكى هم الأغلبية.
أولا : لا بد أن نفهم ، ما هو مفهوم الخسارة المقصودة هنا ؟!
ثانيا : هل المقصود من الخسارة هنا هو (( أن تربح بدون جهد ، أو أن تربح بشرائك المنتج فقط )) ؟!
عندما يتكلم المنتقدون للتسويق الشبكي كأنهم يتكلمون عن المصباح السحري الذي يحقق كل شيء بدون أدنى جهد وهذا غير صحيح تمام ، قد يكون هو وسيلة للكسب السريع بدون رأس مال كبير صحيح ، لكن ليس بدون جهد حقيقي في بناء الشبكة وتطويرها كما نتصور ، لذلك تجد أكثرهم يحكمون على الموزع الرئيسي بأنه يجني الربح بسهولة وغيره من الأعضاء الجدد بالأسفل لا يحصلون على نفس الدخل .. وهذا فهم خاطئ لمفهوم هذا النظام ، فهل يعقل عضو لم يمض له أكثر من شهر يأخذ نفس عمولة من أكمل سنة أو أكثر في توزيع المنتج وتعريف الناس به .. هذا لا يكون حتى في الأعمال العادية ففي كل عمل هناك سلم وظيفي وسلم لدرجات الدخل ، فلماذا يعاب هذا على التسويق الشبكي ؟
ثم نقول : أنت عندما تبدأ أي مشروع مادي في حياتك ، متى يبدأ الربح معك ؟
من أول يوم أم من أول شهر أم من أول سنة ؟!
لكن الأهم من هذا كله ، هل تسمي فترة ما قبل الربح (( خسارة )) ؟!!
لا يوجد عمل في الدنيا من أول يوم تشترك فيه أنت رابح وتساوي من سبقك فيه ولو بأيام فمابالك بأشهر أو سنوات ، أليس من الظلم أن تتساوى معه ولم يكن لك جهد يساوي ما بذله ، مع أن في التسويق المتعدد المستويات قد يفوق من فوقه إذا كان جهده تجاوز من فوقه لكن ليس من أول يوم فجهده في الأيام لا شك أقل ، فلماذا بالتسويق الشبكي يجب أن تتساوى العمولات ويجب أن يحقق الربح بمجرد الاشتراك .
ثم نعود فنقول :ماهو مفهوم الخسارة ؟
هل هو شراء المنتج أم عدم القدرة على بيعه وإعادة توزيعه ؟
فإذا كان شراء المنتج مع الحاجة إليه خسارة فنحن نخسر بالتسويق الشبكي وغيره على هذا الفهم ، وإذا كانت على القدرة على التوزيع فهنا السبب واضح فإذا بالتوزيع وبيع المنتج سيربح ففي عدم بيعه وتوزيعه سيخر ، و كل أعمال الدنيا بهذه الطريقة ، فلماذا يعاب على نظام التسويق الشبكي المتعدد المستويات هذا ؟!!